خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مزمور ١١:١١٩
سِرّ الحياة الصحّيّة
٦. اتّباع نظام غذائي سليم
عندما خلق الله آدم وحواء أوعز إليهما بأنْ يأكلا وجبة مِن المكسّرات والحبوب والفواكه (تكوين ١: ٢٩). وأضيفت الخضراوات إلى نظامهما الغذائي بعد وقوعهما في الخطيئة (تكوين ٣: ١٨). وبعد الطوفان، أضاف الله الخالق اللحوم الطاهرة (الحلال) إلى النظام الغذائي للبشر (تكوين ٧: ٢، ٣؛ ٩: ١ – ٦).
وقد أشارت العديد مِن الدراسات إلى أنّ الأشخاص الذين يعتمدون على نظام غذائي نباتي يتمتّعون بصحّة ويعيشون حياة أطول. إنّ منتجات اللحوم تحتوي على (الكوليسترول) والدهون المشبعة التي يمكن أنْ تزيد مِن مخاطر ارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية وأمراض القلب والسرطان والسمنة والسكّري وأمراض أخرى. واليوم ينصح العديد مِن الأطبّاء وخبراء التغذية آكلي اللحوم باستهلاك اللحوم الخالية مِن الدهون والمطبوخة جيّداً وذلك بكمّيّات معتدلة.
ومِن المهمّ أيضاً تجنّب الأطعمة المُعلّبة والمُكرّرة قدر الإمكان. وتبقى الفواكه الطازجة والخضراوات والمكسّرات والحبوب هي أفضل الأطعمة لتعزيز الصحّة.
حاول أنْ تتناول وجبات الطعام على فترات منتظمة، إذ أنّ تناول الطعام بين الوجبات والإفراط في تناول الطعام وخاصّة الدهون المشبعة والحلويات والأطعمة الغنية بالكوليسترول، يمكن أنْ يؤدّي إلى زيادة الوزن، فضلاً عن الإصابة بعدد مِن الأمراض والمشكلات الصحّية. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الإكثار مِن شرب السوائل أثناء تناول الوجبات يبطئ عملية الهضم، لذلك علينا شرب السوائل أثناء تناول الطعام باعتدال. بعض التوابل والأطعمة الدهنية تهيّج المعدة، كما أنّ المشروبات التي تحتوي على الكافيين يمكن أنْ تسبّب القرحة وحرقة المعدة والقلق والاكتئاب.
إنّ مَن يختارون أكل اللحوم عليهم أنْ يأكلوا فقط تلك اللحوم التي يشير إليها الكتاب المقدّس بـ (الطاهرة)، أي أنّها تصلح للاستهلاك البشري. عندما سمح الله للبشر بأكل اللحوم بعد الطوفان (تكوين ٧: ٢، ٣؛ ٩: ١ – ٦)، أوضحَ جيّداً الفرق بين الحيوانات الطاهرة التي يمكن أنْ تؤكل، والحيوانات غير الطاهرة.
يعرض الإصحاحان التاليان (لاويين ١١ وتثنية ١٤) قائمة بالطيور والحيوانات والأسماك التي أعلن الله أنها غير صالحة للأكل. وبحسب هذين الإصحاحَين، لكي يكون السمك طاهراً يجب أنْ يكون له زعانف وحراشف معاً. أمّا الطيور الجارحة فهي محرّمة. والحيوانات الطاهرة يجب أنْ يكون لها ظلف مشقوق وأنْ تمضغ الطعام المُجترّ. ومِن الحيوانات النجسة الخنزير.
”وَالْخِنْزِيرُ لأَنَّهُ يَشُقُّ الظِّلْفَ لكِنَّهُ لاَ يَجْتَرُّ فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. فَمِنْ لَحْمِهَا لاَ تَأْكُلُوا وَجُثَثَهَا لاَ تَلْمِسُوا“ (تثنية ١٤: ٨).
تؤكّد الأبحاث العلمية أنّ هذه الإرشادات الغذائية هي تحذيرات مُحقّة وفي مكانها، وخاصّة فيما يتعلّق بالتحذير مِن تناول اللحوم النجسة. فالمخاطر الصحّيّة حقيقية، إذ إنَّ الله يريد لشعبه حياة سعيدة وصحّيّة ومُنتِجة. لماذا؟ لأنّه يهتمّ لأمرنا.
لمتابعة الدرس إضغط هنا!